بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٣١
وإما غير وضعي كالمفارق، وهو: إما متعلق بالمادة بوجه كالنفس، وإما غير متعلق كالعقل.
والثاني - وهو الذي يقبل الانقسام بحسب طبيعته المعروضة - إما أن يقبله بالذات كالمقدار الواحد، وإما أن يقبله بالعرض كالجسم الطبيعي الواحد من جهة مقداره.
والواحد بالعموم إما واحد بالعموم المفهومي، وإما واحد بالعموم بمعنى السعة الوجودية، والأول إما واحد نوعي كوحدة الانسان، وإما واحد جنسي كوحدة الحيوان، وإما واحد عرضي كوحدة الماشي والضاحك.
والواحد بالعموم - بمعنى السعة الوجودية - كالوجود المنبسط.
والواحد غير الحقيقي ما اتصف بالوحدة بعرض غيره، بأن يتحد نوع اتحاد مع واحد حقيقي، كزيد وعمرو، فإنهما واحد في الانسان، والإنسان والفرس، فإنهما واحد في الحيوان. وتختلف أسماء الواحد غير الحقيقي باختلاف جهة الوحدة بالعرض، فالوحدة في معنى النوع، تسمى: " تماثلا "، وفي معنى الجنس:
" تجانسا "، وفي الكيف: " تشابها " وفي الكم: " تساويا "، وفي الوضع: " توازيا "، وفي النسبة: " تناسبا ".
ووجود كل من الأقسام المذكورة ظاهر، كذا قرروا (1).

(1) راجع كشف المراد: 102 - 103، وشرح التجريد للقوشجي: 100 - 102، والمباحث المشرقية 1: 88 - 89، والأسفار 2: 83 - 87، وشرح المنظومة: 108 - 111، وغيرها من المطولات.
أما التماثل كوحدة أفراد الانسان في النوع. والتجانس كالإنسان والبقر والحمار، فإنهم واحد في الجنس، والتشابه كالثلج والعاج والقطن المتحدة في الكيف وهو البياض.
والتساوي كوحدة ثلاثة أخشاب يكون كل منها ذراعين. والتوازي كخطي القطار، فإنهما متوازيان ولهما وحدة في الوضع. والتناسب كأربعة أولاد بالإضافة إلى آبائهم، فإنهم متناسبون أي واحدة في إضافة هي البنوة.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»