غير وجود نفسي مستقل تقوم به، وهو محال.
ولهم على استحالة التسلسل حجج أخرى مذكورة في المطولات (1).
الفصل السادس [العلة الفاعلية وأقسامها] العلة الفاعلية - وهي التي تفيض وجود المعلول وتفعله - على أقسام (2). وقد ذكروا في وجه ضبطها: أن الفاعل إما أن يكون له علم بفعله أو لا، والثاني إما أن يلائم فعله طبعه، وهو " الفاعل بالطبع " أو لا يلائم وهو " الفاعل بالقسر "، والأول - وهو الذي له علم بفعله - إن لم يكن فعله بإرادته، فهو " الفاعل بالجبر "، وإن كان بها، فإما أن يكون علمه بفعله في مرتبة فعله، بل عين فعله وهو " الفاعل بالرضا "، وإما أن يكون علمه بفعله قبل فعله، وحينئذ إما أن يكون علمه مقرونا بداع زائد وهو " الفاعل بالقصد " وإما أن لا يكون علمه مقرونا بداع زائد، بل يكون نفس العلم فعليا منشأ لصدور المعلول، وحينئذ فإما أن يكون علمه زائدا على ذاته وهو " الفاعل بالعناية " أو غير زائد على ذاته وهو " الفاعل بالتجلي "، والفاعل في ما تقدم إذا نسب إلى فعله من جهة أنه وفعله فعل لفاعل آخر، كان " فاعلا بالتسخير " (3).