بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١١٧
غير وجود نفسي مستقل تقوم به، وهو محال.
ولهم على استحالة التسلسل حجج أخرى مذكورة في المطولات (1).
الفصل السادس [العلة الفاعلية وأقسامها] العلة الفاعلية - وهي التي تفيض وجود المعلول وتفعله - على أقسام (2). وقد ذكروا في وجه ضبطها: أن الفاعل إما أن يكون له علم بفعله أو لا، والثاني إما أن يلائم فعله طبعه، وهو " الفاعل بالطبع " أو لا يلائم وهو " الفاعل بالقسر "، والأول - وهو الذي له علم بفعله - إن لم يكن فعله بإرادته، فهو " الفاعل بالجبر "، وإن كان بها، فإما أن يكون علمه بفعله في مرتبة فعله، بل عين فعله وهو " الفاعل بالرضا "، وإما أن يكون علمه بفعله قبل فعله، وحينئذ إما أن يكون علمه مقرونا بداع زائد وهو " الفاعل بالقصد " وإما أن لا يكون علمه مقرونا بداع زائد، بل يكون نفس العلم فعليا منشأ لصدور المعلول، وحينئذ فإما أن يكون علمه زائدا على ذاته وهو " الفاعل بالعناية " أو غير زائد على ذاته وهو " الفاعل بالتجلي "، والفاعل في ما تقدم إذا نسب إلى فعله من جهة أنه وفعله فعل لفاعل آخر، كان " فاعلا بالتسخير " (3).

(١) راجع الأسفار ٢: ١٤١ - ١٦٩، وشوارق الإلهام: ٢١٥ - ٢١٦، والمباحث المشرقية ١:
٤٧٠ - ٤٧٧، وشرح المنظومة: ١٣٤ - ١٣٦. وصنف محمد عبد الحي اللكهنوي الأنصاري كتابا موسوما ب‍ " الكلام المتين في تحرير البراهين "، وهو مشتمل على اثنين وخمسين برهانا على إبطال التسلسل، وهاهنا نكتفي بذكر بعضها إجمالا: ١ - برهان العروة الوثقى.
٢ - برهان العرشي. ٣ - برهان الزوج والفرد. ٤ - برهان الزيادة. ٥ - برهان النسبة. ٦ - برهان اختلاف النصفين. ٧ - برهان التحرك. ٨ - برهان خلو الحيز. ٩ - برهان الطفرة. ١٠ - برهان السلمي. ١١ - برهان المقاطعة. ١٢ - برهان كثرة الأنصاف. ١٣ - برهان حصر ما لا ينحصر.
وغيرها من البراهين المذكورة فيه. فراجع الكتاب المذكور.
(٢) قد ذكر صدر المتألهين للفاعل ستة أقسام. راجع الأسفار ٢: ٢٢٠ - ٢٢٥، والمبدأ والمعاد:
١٣٣
- 135. وأنهاها الحكيم السبزواري إلى ثمانية أقسام، راجع شرح المنظومة: 117.
(3) انتهى ما ذكره الحكيم السبزواري من وجه الضبط لها. راجع شرح المنظومة: 117 - 119، وتعليقة الأسفار 2: 222.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»