فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٥١٤
الباب التاسع في فصول السنة والعلامات التي في بعضها على بعض، قال الحكيم إذا كانت السنة يابسة صافية الهواء وطلع كل شئ في وقته قلت عللها وكانت سليمة، وإذا كانت السنة مختلطة الهواء كثرت عللها وكانت عسرة البرء وإذا كان الصيف كثير الأنداء كانت علله مزمنة وكثرت فيه الحميات واستطلاق البطون والفالج لأنه يحدث من حرارة مثل ذلك الصيف ورطوبة تلك الأنداء عفونات وفساد، وقال أيضا إذا كان الشتاء يابسا ورياحه الشمال وكان الربيع مطيرا ورياحه الجنوب حدث في الصيف عفونات وحميات ورمد واستطلاق البطون لا سيما فيمن كان باردا رطبا، قال " المفسر " (1) ان الربيع والجنوب جميعا حاران فهما تذيبان بحرارتهما الاخلاط التي نجمدها الشتاء، و الشمال تبردهما وتيبسهما، ثم يجئ الصيف بعقب ذلك فيذيب تلك الرطوبات الفاسدة وتهيج منها الحميات الحارة وتحدث مما يصعد منها إلى الرأس أوجاع العيون ومما ينزل إلى الأمعاء الاختلاف، وقال في فصل مخالف لهذا الفصل انه إذا كان الشتاء مطيرا ورياحه الجنوب وكان الربيع يابسا ورياحه الشمال أسقطن النساء وضعف الولدان وعم الناس رمد يابس واختلاف بطون من قروح الأمعاء وزكام ونزلات قاتلة للشيوخ، قال المفسر انه يتولد في مثل ذلك الشتاء الحار بلغم مرا ومالحا فإذا جاء بعقبة ربيع يابس بارد اجمد ذلك البلغم ومنعه من التحلل فيسخن البلغم

(1) " جالينوس "
(٥١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 519 ... » »»