فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٥١٩
هول قاساه ونقص دخل عليه في ملكه، ورأيت بعد ذلك بطبرستان نارا باهرة الحسن والنور في عظم حمامة ارتفعت من المشرق ومرت فوق الأرض آخذة إلى المغرب ومرت فوق رأسي ثم تشققت شقا فلم البث بعدها الا قليلا حتى صارت إلى ملكها الجيوش من قبل المشرق والمغرب وقتل، وأصابتني نكبات هائلة سلم الله منها بمنه وكانت قبل ذلك بسنين قد نزلت في دوره وعساكره الصواعق مرارا وأحرق بها عدة من جنده وهشمت رماحهم (1) " وكان أصاب الملك الذي قبله بطبرستان امر فيه آية وعبرة للسامعين وذلك أنه ارتفعت في الجبل نار فوقعت على منازل بعض قواده فلم تحرق منه شيئا وانتقلت عنه إلى قبة لبيت نار له وارتفعت سحابة مظلمة و هبت رياح وهربت الهرابدة وخدم بيت النار وانجلت الظلمة وقبة بيت النار منهدمة ونارهم التي يعبدونها منطفئة وأصول دور عظام قد تقلعت بأصولها وتفسخت فلم يلبث ان زال عنه الملك وصار إلى عدوه وسبي اهله وولده، وظهر في زماني أيضا كوكب ذو ذؤابة فإذا ذؤابته مرة إلى المشرق ومرة إلى المغرب وبقي عدة ليال وانخسفت بعد ذلك مدينة كبيرة بفرغانة بجميع ما فيها من الناس و خرج على الملك الأعظم خلق من الخلق وظفر بهم ولم يلبث ان مات وملك الله هارون فرأيت في زمانه بعد المساء وانا بسر من رأي كوكبا قد انقض عن ناحية التيمن ووقع إلى الجربيا وتمدد في السماء والتوى التواء شبيها بخط الكتاب فمات هو أيضا بعد أيام بعد علة شديدة قاساها، وظهر قبل موته بأشهر نار مستطيلة في السماء بقيت منذ نصف الليل إلى قريب من الصبح، وكان ظهر، بمرو وعبد الله المأمون أمير المؤمنين بها حمرة في قدر الثلث مما يظهر من دائرة الشمس وبقيت عدة ليال فقتل الملك وزيره وانتقل عن مرو إلى

(1) " وقد اختصر الناقل روايات مستطيلة في هذا المعنى رغبة في الاختصار "
(٥١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 ... » »»