يابسين " هيجا ببردهما السودا وزادا الأبدان اليابسة يبسا، فاما النساء ومن كان رطب البدن فإنه ينتفع بذلك لأنه يجفف الرطوبة وقال أيضا إذا كان الصيف يابسا ورياحه الشمال ولم يكن عند طلوع الشعري ولا عند طلوع حافظ الدب أمطار نفع ذلك من كان رطبا وأضر بمن غلبت عليه الصفرا، وقال المفسر ان هذين الفصلين إذا كانا يابسين احترق لذلك، ما كان دقيقا من الصفرا وبقي ما كان غليظا فتيبس الأبدان وتحترق الدماء وتحدث منه لذلك الأمراض، فاما أصحاب البلغم فإنهم يصحون لأنهم يقل فيهم البلغم، قال والشعري تطلع " عند ادراك الثمار و تغيب في أول الشتاء " (1) وقال غيره إذا هبت أول الشتاء ريح القبول واغبر الهواء وقل المطر وهبت في الربيع رياح حارة واغبر الهواء وسخن الأنهار مرة وبرد أخرى فإنه يحدث منه عفونات وحميات محرقة ويكثر الحصبة و الجدري والموت، وان اقبل الصيف بأمطار وهبت فيه الجنائب ورأيت على الشجر شيئا مثل الغبار ازدادت تلك العفونات ولم يؤمن منها الطواعين ثم يحدث في شهري تشرين آفة في الدواب وذلك لأنه يفسد النبات ويصير كالسم، وربما نزلت في أيلول على الجبال القريبة النيران فينبغي حينئذ اجتناب الأطعمة والأشربة الغليظة الرطبة و الاقلال من الجماع وادمان التعب وان يشرب الأدوية
(٥١٦)