فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٥١٥
ويعفن، ويحدث مما ارتفع منه إلى الرأس رمد يابس و مما سال إلى الحلق والصدر زكام ومما جرى إلى المعدة قلة الشهوة ومما جرى إلى الأمعاء الاختلاف ومما وقع إلى الأرحام استرخاؤها ورطوبتها، فان لم يكن ذلك الشتاء مطيرا بل كان يابسا وجاء بعقبه ربيع مطير حدث في الشيوخ علل مخوفة وفي الصبيان ضعف شديد، وقال أيضا إذا كان الصيف يابسا ورياحه الشمال وكان الخريف مطيرا ورياحه الجنوب هاج في الشتاء سعال وبحة وجراح في الرية وصداع، وقال المفسر ان الصيف والشمال جميعا يابسان وهما يحبسان بيبسهما الصفرا في الأبدان، فإذا جاء بعقبهما خريف رطب عفنت تلك الفضول ثم يجئ بعقبه شتاء بارد رطب فتزداد الأبدان عفونة وتجرى تلك الفضول العفنة إلى الأعضاء فتهيج منها الأمراض التي ذكرت فان لم يكن الخريف رطبا بل كان يابسا وكان الهواء مختلطا أضر ذلك بكل بدن رطب وهاج للناس رمد يابس وحميات حارة، وقال أيضا إذا كان الصيف قليل الأنداء ورياحه الجنوب وكان الخريف مطيرا ورياحه الشمال حدث في الشتاء سعال وصداع وبحة وزكام، وقال المفسر ان الصيف والجنوب يورثان الرأس سخافة وتخلخلا لحرارتهما فإذا جاء الشتاء هاجت تلك العلل التي ذكرت، وقال أيضا إذا كان الصيف مطيرا ورياحه الجنوب وكان الخريف مثله هاج في الشتاء سعال وصداع ونوازل وزكام، وقال أيضا إذا كان الربيع والصيف باردين يابسين " وكانت رياحهما جميعا الشمال حدث رمد وحميات حارة وجنون لفساد السوداء وعلة ذلك أن هذين الفصلين إذا كانا باردين
(٥١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 510 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 ... » »»