الا لزمان يسير من حياته ثم جعل الكتابة مكتسبا يقوم به على حوائجه، وأمثال أبي بكر محمد بن زكريا الرازي كانوا يتعاطون المعالجة أيضا مع اتقانهم فن الطب فلذلك عظم مكان تأليفهم وتنوسي عهد فردوس الحكمة وعز وجوده في العالم حتى لم نجد له غير أربع نسخ مع اننا قد أفرغنا فيه الوسع.
ومن تلك النسخ قد ظفر حضرة الأستاذ ئي. جي. براون بالنسخة الكائنة بالموزة البريطانية في أثناء تحقيقه في علم الطب العربي وتصفحه الكتب الطبية العربية لخطبة في طب العرب المعروف بارابين ميديسن (Arabian medicine) فوقعت هذه النسخة من قلبه بمكان مكين فاخذ عكسها الفوتو غرافي كاملا في مأتين وست وسبعين صفحة ثم قرأه بإمعان تام وعلق على حواشيه نبذا من فوائده وتعرض في خطبة من خطبه لابن ربن ومأخذ فردوس الحكمة وما فيه من الأبواب وغيرها من المهمات مختصرا وأجلى عن العزم بتصحيحه وطبعه ونقله إلى اللغة الإنجليزية (1) وقد نقل نحو عشرين صفحة إليها، لكن اشغاله الوافرة وواجباته المهمة ألجأته إلى التواني فيه.
وحينما وجهت على نفقات الدولة من إيالة بهار واوريسه من الهند إلى جامعة كيمبرج لأتلقن فيها طرق التحقيق الحاضرة المغربية في الآداب العربية واشتغلت بالبحث عن تاريخ الطب العربي لمقالتي الخصيصة لشهادة پي ايچ دي (الدكتورية) تحت رعاية الأستاذ المرحوم ئي. جي. بروان فأشار إلي ان انقل فردوس الحكمة إلى اللغة الإنجليزية أو أصحح وأهذب متنه العربي عدا مقالتي الخصيصة بتاريخ الطب العربي ففي أول وهلة اخذت في عقد وحل وشزر وسحل اقدم رجلا وأؤخر أخرى ولكني لما رأيته مصرا على ذلك لبيت امره