ألفت باللغة العربية، ومن هذه الكناشات السبع لم تصلنا غير فردوس الحكمة فأقدمه للقراء الكرام بعد أن بالغت جهدي في تصحيحه وترتيبه وتهذيبه.
اما محل فردوس الحكمة فلم يزل مبجلا إلى أيام (1) كما يظهر مما قال ابن القفطي فيه (وهو كتاب مختصر جميل التصنيف لطيف التأليف) (2) حتى أن أشهر المؤرخين محمد بن جرير الطبري كان يطالعه وهو مريض قد لزم الفراش (3)، ولام الناس الصاحب إسماعيل بن عباد لتفضيله كتابه على فردوس الحكمة (4)، وناهيك من فضله ان أبا بكر زكريا الرازي والمسعودي وياقوت الحموي وأبا ريحان البيروني وغيرهم من المحققين قد استشهدوا به في مواضع شتى من كتبهم، واما علي بن عباس المجوسي فإنه لم يذكره مع ما ذكره من مهمات الكتب الطبية في الباب الأول من " كامل الصناعة " ووصفها بما حوته من المحاسن والمساوي ولا ذكره النظامي العروضي في تأليفه " شهار مقاله " مع الكتب الطبية التي لا محيد عنها لطالب الطب، وعندي انهما لم يضربا عنه الصفح لأنهما لم يكونا منه على علم أولم يكونا يعدانه من مهمات الكتب الطبية بل لان مصنفات أبي بكر زكريا الرازي وأمثاله إذ ذاك قد كانت انتشرت في العالم ووجدت قبولا عاما وبدت فردوس الحكمة ولم تدع له ذلك المحل الذي قد كان له قبلها وزد على ذلك أن علي بن ربن وان كان طويل الباع في الطب لكنه لم يجعله حرفة يحترف بها ومهنة يرتزق من اجلها فيعالج المرضى ويظهر المستشفيات