إلى أن اسمه علي بن زين (1) والخطأ الفاحش المذكور لابن القفطي والتباس لفظة ربن قد جر أكثر المستشرقين إلى ازعام غير صائبة فاخذوا يذكرونه في أطباء اليهود خاصة (2) وفي كتب الأدب العربي لليهود (3) وجميع آداب اليهود (4) عامة. ولما نشر كتاب الدين والدولة الذي اعتنى بتصحيحه الفاضل المستشرق منغانا وذكر فيه على ابن ربن أيام نصرانيته قبل اسلامه وتعرض لذكر عمه النصراني (5) تجلت الحقيقة وظهر الصريح من الامر وأصبحت يهوديته هبأ منثورا ولكن على ذلك زعم فاضل مستشرق انه ربما كان السهل أبو علي من أعظم أعضاء صومعة النصارى، ولذلك اشتهر بربن (6) مع أن علي بن ربن نفسه قد أتى بوجه وجيه فيما لقب أبوه لاجله بربن من غير أن يذكر شيئا مما زعمه هذا المستشرق الفاضل (7) وها أنا أبدء في حال المصنف فأقول ان مولى أمير المؤمنين أبا الحسن على ابن سهل الشهير بربن الطبري قد كان ولد في أسرة العلماء والكتاب بمدينة مرو من اعمال طبرستان في غضون سنة 780 وسنة 770 وذلك لأنه قال في فردوس الحكمة (8) انه رأى بطبرستان نارا ارتفعت من التيمن ومرت إلى الجربياء شبه أسطوانة غليظة طويلة فلم يلبث مالك جبالها ان اضطرب امره وأزعج عن جباله وبلاده ثم عاد إليها بعد هول قاساه ونقص دخل عليه في
(المقدمة ٨)