باللغة السريانية (1) وفي كتاب الدين والدولة قد أتى بملتقطات من الكتب السريانية والعبرانية ووازن بينها وحكم فيها بما ترجح لديه منها (2) وبعد فراغه من التعلم توجه من طبرستان إلى العراق وأقام هناك واخذ يتطبب فيها. ولحذقه في الطب ترك له فيها دويا وصيتا طائرا (3) وفي هذه الأيام راجع أهم كتب للشاميين واليونانيين والهنديين (4) وفي غضون مراجعة تلك الكتب خطر بباله ان يؤلف كتابا جامعا يكون لطلبة الطب معولا ودليلا فاخذ في تصنيف فردوس الحكمة (5) وبينما هو كان مشتغلا به إذ حدث حادث صرف وجهة حياته عما كان عليها وذاك ان المأمون سمح لمازيار بن قارون الذي كان من أبناء ملوك طبرستان بلقب أمير المؤمنين وولاه جبال طبرستان (6) فترك ابن ربن التطبب وتولى كتابة مازيار (7) وبقي على هذا المحل إلى أن قتل مازيار وقد اكتسب حسن أحدوثة ونفاذ قول في اهل طبرستان وعند مازيار أيضا ولم يزل هناك مبجلا رفيعا كما يظهر من أن مازيار بعثه مع من بعثهم إلى أسارى طبرستان ليحملهم إلى أداء الجباية. ولما تأكد لدى مازيار انه لا يفلح في خروجه على الخليفة أشار إلى علي بن ربن ان يستعطف قائد الخليفة ويطلب لنفسه الأمان
(المقدمة ١٠)