قال في فردوس الحكمة " وان لقب هذا الكتاب بحر المنافع " (1) وأظن انه جرى التحريف في لفظ بحر المنافع فجعل بحر الفوائد وهكذا كناش الحضرة الذي ذكره ابن النديم في تآليف علي بن ربن ليس بكتاب مستقل غير فردوس الحكمة لان علي بن ربن ذكره بكناش (جامع) أيضا صفة له (2) ولم يبلغنا من تآليفه بعد أن عبثت بها أيدي الزمان غير الثلثة فأولها وأهمها فردوس الحكمة الذي أقدمه بين أيدي القراء الكرام بعد أن اعتنيت بتصحيحه مع التنقيب عن مزاياه وثانيها كتاب الدين والدولة الذي نشر من مطبع المقتطف، وثالثها كتاب حفظ الصحة المحفوظة نسخته الخطية بمكتبة بودلين باكسفورد (3) ومن أمعن في تآليفه الثلثة المار ذكرها علم أنه كان من المهرة المتضلعين بالعلوم العربية المتداولة في عصره الزاهر متحنكا في الطب والفلسفة والهيئة غزيرا في ديانات اليهود والنصارى والإسلام حاويا على اللغات العلمية المتداولة في تلك الأيام، قد بلغ به تو ق العلم وشغف التحقيق مبلغا لا مزيد عليه وحدا لا ينتهى الا اليه، ولكن بمثابة تلك الفضائل وإزاء ذلك الشرف الباهر لم يرزق بقوة الاجتهاد والجرأة وحرية الخيال في حل المعضلات العلمية، وقل من أوتي بها من المصنفين المتقدمين مثله ولذلك عمت البلوى وعزت السلامة من ارتكابهم الخطأ في تآليفهم ولأجل ذل سرى الضعف في تأليفه فردوس الحكمة وظهر الخلل فيه من جهات شتى فتارة تراه يصوب الأدعية والرقى في معالجة الأمراض (4) وآونة
(المقدمة ١٣)