يذكر إصابة العين والطلسمات (1) ومرة يخالف الأوهام والعقائد الباطلة (2) ثم يتشبث بها ويؤيدها (3) فمن هذه الأطوار المتضادة والأساليب المختلفة يتراءى انه يخالف مثل ذلك طبعا ولكن لم يجترئ على تكذيبه والرد عليه جهارا.
ومع ذلك إذا شمر للتأليف فإنه رحمه الله فارس ميدانه حيث يشبع تآليفه بسعة علمه وغزارة مادته، ويدلك على ذلك من تآليفه فردوس الحكمة وكتاب الدين والدولة فان من قرأهما بالامعان وقف على أنه إذا خاض غمار الباحث المعضلة قرب ما بعد وسهل ما صعب بلطيف عبارته وعذب بيانه. وانه قدر اتي في مقدمة كتاب الدين والدولة وفردوس الحكمة على كتب كانت في موضوعهما بانتقاد تام مجمل لا سيما في فردوس الحكمة فإنه قد أشار فيه إلى مآخذ الكتاب أيضا. وراعى فيما اقتبس من مصنفات المتقدمين عليه والمعاصرين له أداء صحة المفهوم الذي رامه المصنف من غير أن يمسه تحريف (4) وأيضا في أثناء المباحث قد استشهد بما رأى أو سمع من الروايات ولكن من غير أن يسلك فيه سبل التحقيق أو يراعي فيه جانب الاحتياط (5)