* * دفعت إليه رسل كوماء جلدة * وأغضيت عنه الطرف حتى تضلعا * * إذا قال قطني قلت آليت حلفة * لتغني عني ذا إنائك أجمعا * * يدافع حيزوميه سخن صريحها * وحلقا تراه للثمالة مقنعا * هذا آخر ما أورده ثعلب.
وقوله: عوى ثم نادى... إلخ فاعل عوى هو غلام في أول البيت الذي بعده. يريد أن هذا الغلام شردت له قلائص أربع فخرج في طلبها حتى أظلم عليه الليل فضل عن الطريق فعوى حتى سمعت الكلاب صوته فنبحته فاستدل بصوتها علينا فجاء فسأل عن قلائصه.
قال السيد المرتضى رحمه الله في أماليه: إن العرب تزعم أن ساري الليل إذا أظلم عليه وادلهم فلم يستبن محجة ولم يدر أين الحلة أي: القوم النزول وضع وجهه مع الأرض وعوى عواء الكلب لستمع ذلك الصوت الكلاب إن كان الحي قريبا منه فتجيبه فيقصد الأبيات.
قال الفرزدق: الطويل * وداع بلحن الكلب يدعو ودونه * من الليل سجفا ظلمة وغيومها * * دعا وهو يرجو أن ينبه إذ دعا * فتى كابن ليلى حين غارت نجومها * * بعثت له دهماء ليست بلقحة * تدر إذا ما هب نحسا عقيمها * ابن ليلى: هو أبو الفرزدق. ومعنى بعثت له دهماء أي: رفعتها على أثافيها ويعني بالدهماء القدر. واللقحة: الناقة.
أراد أن قدره تدر إذا هبت الريح عقيما لا مطر فيها. وما أحسن قول ابن هرمة: الطويل