خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٤٦٨
المعنى ما في بطنها من الحبل وما في إنائك من الشراب لأن الحبل والشراب يصحبان البطن) والإناء.
ألا ترى إلى قولهم: معها حبل. وكذلك المضمرات تصحب الصدور وهي معها. وذو موضوع لمعنى الصحبة. انتهى.
ثالثها: إضافة إناء إلى ضمير المخاطب للملابسة قال الزمخشري في المفصل: ويضاف الشيء إلى غيره بأدنى ملابسة بينهما. وأنشد البيت وغيره.
قال ابن يعيش: الشاهد فيه أنه أضاف الإناء إلى المخاطب لملابسته إياه وقت أكله منه أو شربه ما فيه من اللبن. وذو الإناء: ما فيه من لبن أو مأكول. انتهى.
وفيه تقصير حيث قصر الملابسة على إضافة الإناء مع أنها جارية في إضافة ذا أيضا وقد نبه أحدهما: أن الإناء للمضيف وقد أضافه إلى الضيف لملابسته إياه في شربه منه وفي جعل هذه الملابسة بمنزلة الاختصاص الملكي مبالغة في إكرام الضيف واللطف.
والثاني: أن ذا بمعنى صاحب وأريد به اللبن وأضيف إلى الإناء لملابسته إياه لكونه فيه. فهذه أيضا إضافة لأدنى ملابسة. انتهى.
رابعها: التأكيد بأجمع مع أنه لم يسبق بكل وهو تأكيد لقوله: ذا إناء بمعنى اللبن.
وقوله: إذا قال فاعله ضمير الغلام القليعي وهو الضيف في بيت قبله كما يأتي. وقوله: قلت المتكلم هو الشاعر وهو المضيف وأورده جماعة: إذا
(٤٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 ... » »»