خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٤٥٩
فإن تعهديني ولي لمة يريد: أن القافية مؤسسة. والتأسيس هو الألف الواقع قبل حرف الروي وهو الباء هنا.
واللمة بالكسر: الشعر الذي يلم بالمنكب. والحوادث: جمع حادثة.
وأودى بها: ذهب بها والمراد ذهب بمعظمها لأن قوله: ولي لمة: حال من الياء ومحال أن تكون له لمة في حال قد ذهب الحوادث بجميعها.
ومعنى أودى بها: ذهب ببهجتها وحسنها. ومعنى بدلت: ذهب بعضها بالصلع وشاب بقيتها فإن جوادث الدهر أهلكتها. يعني أن مرور الدهر يغير كل شيء.
وقال العيني: لم يقل: أودت لأن تأنيث الحوادث مجازي لأنه جمع واسم الجمع واسم الجنس كلها تأنيثها مجازي لأنهن في معنى الجماعة والجماعة مؤنث مجازي.
ولأجل هذا جاز التأنيث في قوله تعالى: كذبت قبلهم قوم نوح والتذكير أيضا نحو: وكذب به قومك هذا كلامه وكأنه لم يعرف الفرق بين الإسناد إلى مجازي التأنيث الظاهر وبين الإسناد إلى ضميره. والرؤية هنا بصرية.
وقوله: ولي لمة أي: لمة مغيرة. وقوله: فإن الحوادث... إلخ هذا علة الجواب المحذوف والتقدير: فلا عجب فإن الحوادث.... إلخ.
والبيت من قصيدة للأعشى ميمون مدح بها أساقفة نجران وقبله:
* لجارتنا إذ رأت لمتي * تقول: لك الويل أنى بها * * بما قد ترى كجناح الغدا * ف ترنو الكعاب لإعجابها
(٤٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 ... » »»