خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٤٠٥
على أنه لا عطش بعد الموت. أو لما ليست له قوة نامية. ومنه قولهم: روي النبات من الماء.) والعظام جماد. انتهى كلامه ومن خطه نقلت.
ويؤيد هذا رواية ابن السكيت.
* ولا تدفنني في الفلاة فإنني * يقينا إذا ما مت لست أذوقها * وعليها لا شاهد في البيت.
والبيتان أولا قصيدة لأبي محجن الثقفي: رواها ابن الأعرابي وابن السكيت في ديوانه وبعدهما:
* أباكرها عند الشروق وتارة * يعاجلني عند المساء غبوقها * * وللكأس والصهباء حق معظم * فمن حقها أن لا تضاع حقوقها * * أقومها زقا بحق بذاكم * يساق إلينا فجرها وفسوقها * * وعندي على شرب المدام حفيظة * إذا ما نساء الحي ضاقت حلوقها * * وأمنع جار البيت مما ينوبه * وأكرم أضيافا قراها طروقها * قال ابن السكيت: قوله: إذا مت فادفني هذا خطاب مع ابنه يأمره بذلك وفيه مبالغة على حبه للخمر وتعطشه إليها إذ أظهر الرغبة إليها وهو ميت.
وقوله: ولا تدفنني في الفلاة إلخ قال ابن السكيت: الفلاة: الأرض المهلكة التي لا علم بها ولا ماء. والمعنى أن الفلاة لا يعرش فيها كرم فلا تدفنني إلا
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»