خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٤٠٢
* ولا تدفنني في الفلاة فإنني * أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها * على أن مخففة لوقوعها بعد الخوف بمعنى العلم واليقين واسمها ضمير شأن محذوف أو ضمير متكلم. وجملة: لا أذوقها في محل رفع خبرها.
وقبله:
* إذا مت فادفني إلى جنب كرمة * تروي عظامي بعد موتي عروقها * وأصل الخوف الفزع وانقباض النفس عن احتمال ضرر وإذا اشتد الخوف التحق بالمتيقن كما قال الشارح المحقق.
قال ابن خطيب الدهشة وهو ابن مؤلف المصباح في كتاب التقريب في علم الغريب: يقال خاف الشيء: علمه وتيقنه. انتهى.
وذلك لأن الإنسان لا يخاف شيئا حتى يعلم أنه مما يخاف منه فهو من التعبير بالمسبب عن السبب وليس إطلاقه عليه لأنه من لوازم اليقين كما قال الشمني فكم من يقين لا خوف منه.
وقال بعض المحققين: الخوف والخشية يستعملان بمعنى العلم لأن الخوف عبارة عن حالة مخصوصة متولدة من ظن مخصوص وبين الظن والعلم مشابهة في أمور كثيرة
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»