خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٣٩٩
فاندفعت تنشد القصيدة حتى أتت على آخرها لم تخرم منها حرفا فلما أتمتها قال: انصرفي.
ثم قال: هل قلت شيئا غير ذلك قلت: نعم كان بيني وبين ابن عم لي يقال له: يزيد بن مسهر ويكنى أبا ثابت ما يكون بين بني العم فهجاني وهجوته فأفحمته. قال: ماذا قلت فيه قال: قلت: ودع هريرة إن الركب مرتحل فلما أنشدته البيت الأول قال: حسبك من هريرة هذه التي نسبت فيها قلت: لا أعرفها وسبيلها سبيل التي قبلها. فنادى: يا هريرة. فإذا جارية قريبة السن من الأولى خرجت فقال: أنشدي عمك قصيدتي التي هجوت بها أبا ثابت يزيد بن مسهر.
فأنشدتها من أولها إلى آخرها لم تخرم منها حرفا. فسقط في يدي وتحيرت وتغشتني رعدة.
فلما رأى ما نزل بي قال: ليفرج روعك يا أبا بصير أنا هاجسك مسحل بن أثاثة الذي ألقى على لسانك الشعر. فسكنت نفسي ورجعت إلي وسكن المطر فدلني على الطريق وأراني سمت مقصدي وقال: لا تعج يمينا ولا شمالا حتى تقع ببلاد قيس.
وروى صاحب الأغاني أيضا أن الأعشى قال هذه القصيدة ليزيد بن مسهر أبي ثابت الشيباني.
قال أبو عبيدة: وكان من حديث هذه القصيدة أن رجلا من بني كهف بن سعد بن مالك بن) ضبيعة بن قيس بن ثعلبة يقال له ضبيع قتل رجلا من بني همام
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 ... » »»