خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ١٠٣
موضوعة لتقليل نوع من جنس فلا بد أن يكون الجنس موصوفا حتى تحصل على النوعية. وقد أورده سيبويه في كتابه مرتين لذلك قال: رب لا يكون بعدها إلا نكرة. وأنشده. قال الأعلم: استشهد به على أن ما نكرة بتأويل شيء ولذلك دخلت عليها رب لأنها لا تعمل إلا نكرة. ولا تكون ما هنا كافة لأن في تكره ضميرا عائدا عليها ولا يضمر إلا الاسم. وكذلك الضمير في له عائد عليها. والمعنى: رب شيء تكرهه النفوس من الأمور الحادثة الشديدة وله فرجة تعقب الضيق والشدة كحل عقال المقيد.
والفرجة بالفتح في الأمر وبالضم في الحائط ونحوه. اه. ومثله في إيضاح الشعر لأبي علي قال فيه: ما اسم منكور يدل على ذلك دخول رب عليه ولا يجوز أن تكون كافة كالتي في قوله تعالى: ربما يود الذين كفروا لأن الذكر قد عاد إليها من قوله له فرجة فلا يجوز مع رجوع الذكر أن تكون حرفا فالهاء في قوله تكره مرادة والتقدير: تكرهه النفوس. وفرجة مرتفعة بالظرف وموضع الجملة جر. اه. وقوله: وموضع الجملة جر أي: على الوصفية للأمر ولا اعتبار بلام التعريف لأنها كما قال شارح المحقق للجنس. وفي كون الجملة صفة نظر إذ الوصف على كلامه إنما هو الجار والمجرور لا غير لأنه جعل فرجة فاعلهما. وإنما كان يتجه لو جعل فرجة مبتدأ والظرف قبله خبره كما هو ظاهر صنيع الشارح المحقق في قوله: له فرجة صفى الأمر. وبما سقاه من قول الأعلم وأبي علي
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»