هذا الشعر قال: فسقط في أيدينا ليمينه ثم اجتمعنا على قصد عبيد الله. فحدثنا بعض أصحابنا السعديين قال: فيممناه نتخطى إليه الأحياء فصادفناه في مسجد يصلي بين العشاءين فلما سمع حسنا أوجز في صلاته.
ثم أقبل علينا فقال: ما حاجتكم فبدر رجل منا كان أحسننا بقية فقال: نحن أعز الله القاضي قوم نزعنا إليك من طريق البصرة في حاجة مهمة فيها بعض الشيء فإن أذنت لنا قلنا. فقال: قولوا. فذكر يمين الرجل والشعر. فقال: أما قوله: إن التي ناولتني فإنه يعني الخمر. وقوله: قتلت أراد مزجت بالماء.
وقوله: كلتاهما حلب العصير يعني الخمر ومزاجها فالخمر عصير العنب والماء عصير السحاب قال الله تعالى: وأنزلنا من المعصرات ماء تجاجا. انصرفوا إذا شئتم.
وأقول: إن هذا التأويل يمنع منه ثلاثة أشياء: أحدها: أنه قال كلتاهما وكلتا موضوعة لمؤنثين والماء لمذكر والمذكر أبدا يغلب على التأنيث كتغليب القمر على الشمس في قول الفرزدق:) لنا قمراها والنجوم الطوالع.
أراد: لنا شمسها وقمرها. وليس للماء اسم مؤنث فيحمل على المعنى كما قالوا: أتته كتابي فاحتقرها لأن الكتاب في المعنى صحيفة.
والثاني: أنه قال: أرخاهما للمفصل وأفعل هذا موضوع لمشتركين في معنى