خزانة الأدب - البغدادي - ج ٤ - الصفحة ٣٦٠
وأحدهما يزيد على الآخر في الوصف به والماء لا يشارك في إرخاء المفصل.
والثالث: أنه قال في الحكاية: فالخمر عصير العنب وقول حسان حلب العصير يمنع من هذا لأنه إذا كان العصير الخمر والحلب هو الخمر فقد أضيت الخمر إلى نفسها والشيء لا يضاف إلى نفسه.
والقول في هذا عندي: أنه أراد كلتا الخمرين: الصرف والممزوجة حلب العنب فناولني أشدهما إرخاء للمفصل.
وفرق اللغويون بين المفصل والمفصل فقالوا: المفصل بكسر الميم وفتح الصاد اللسان وهو بفتح الميم وكسر الصاد واحد مفاصل العظام وهو في بيت حسان يحتمل الوجهين. انتهى كلام ابن الشجري.
وأما حديث حسان بن ثابت مع جبلة بن الأيهم وكيفية إسلام جبلة وارتداده فقد أورده صاحب الأغاني مفصلا وها أنا أورده مجملا: روى بسنده إلى يوسف بن الماجشون عن أبيه قال: قال حسان بن ثابت: أتيت جبلة بن الأيهم الغساني و قد مدحته فأذن لي فجلست بين يديه وعن يمينه رجل له ضفيرتان وعن يساره رجل لا أعرفه فقال: أتعرف هذين فقلت: أما هذا فأعرفه وهو النابغة الذبياني وأما هذا فلا أعرفه. قال: هو علقمة بن عبدة فإن شئت استشدتهما وسمعت منهما ثم إن شئت أن تنشد بعدهما أنشدت وإن شئت أن تسكت سكت. قلت: فذاك. فأنشده النابغة: الطويل * كليني لهم يا أميمة ناصب * وليل أقاسيه بطيء الكواكب * قال: فذهب نصفي. ثم قال لعلقمة: أنشد. فأنشد: الطويل * طحا بك قلب في الحسان طروب * بعيد الشباب عصر حان مشيب * فذهب نصفي الآخر فقال لي: أنت أعلم الآن إن شئت سكت وإن شئت أنشدت.) فتشددت وأنشدت:
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»