خزانة الأدب - البغدادي - ج ٤ - الصفحة ٣٧٠
يشرب البتة لما قد جربت من الشدة التي تلقى إذا شربت الماء وحورب عليها. وجملة وقد شربت حال أي: أتيتم في هذه الحال. كذا قال ابن الأنباري في شرح المفضليات.
فعلم من هذا أن سبب عرج فرسه من إفراط شرب الماء لا من الجرح. والله أعلم.
* يا من رأى عارضا أسر به * بين ذراعي وجبهة الأسد * على أن أصله: بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد. فحذف المضاف إليه الأول على نية لفظه.
ولهذا لم بين المضاف ولم ينون. و من: منادى وقيل المنادى محذوف ومن استفهامية. والرؤية بصرية. و العارض: السحاب الذي يعترض الأفق. وجملة أسر به بالبناء للمفعول صفة لعارض. و الذراعان و الجبهة: من منازل القمر. وعند العرب أن السحاب الذي ينشأ بنوء من منازل الأسد يكون مطره غزيرا فلذلك يسر به.
قال الأعلم في شرح شواهد سيبويه: وصف عارض سحاب اعترض بين نوء الذراع ونوء الجبهة وهما من أنواء الأسد وأواؤه أحمد الأنواء. وذكر الذراعين والنوء إنما هو للذراع المقبوضة منهما لاشتراكهما في أعضاء الأسد.)
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»