خزانة الأدب - البغدادي - ج ٤ - الصفحة ٢٤٢
بدا لها فيه. فأما فاعل بدا فيكون ضمير المصدر أي: بدا البداء وقوله: من همها حال من هذا الفاعل ويجوز على قول الأخفش بزيادة من في الواجب أن يكون مجرورها فاعل بدا.
ومن استجاز حذف الفاعل ممن خالف سيبويه أجاز أن يكون من همها صفة للفاعل المحذوف كأنه قال: بدا لها بداء من همها. ومن نصب النهار ففيه وجهان:) أحدهما: أن يكون على حد زيدا مررت به.
والآخر: أن يكون ظرفا لبدا كأنه قال: بدا لها البداء من همها في هذا النهار.
ويجوز أن يكون قوله: هذا فيمن نصب النهار إشارة إلى الارتحال كأنه لما قال: رحلت قال: هذا الارتحال بدا لها النهار فيكون في بدا ذكر يعود إلى المبتدأ الذي هو هذا. وكان المعنى عليه لأن المعنى هذا الارتحال والمفارقة قد بدا لها في النهار فما بالها بالليل يعتادنا خيالها هلا فارقتنا بالليل كما فارقتنا بالنهار.
فأما فاعل زال فيمن نصب زوالها فجائز أن يكون الهم لأن ذكره قد تقدم كأنه قال: زال وقد حكي هذا القول عن أبي عمرو الشيباني. ويجوز أن يكون الفاعل اسم الله تعالى كأنه قال: زال الله زوالها. من قوله زلته فلم يزل وعلى هذا قول ذي الرمة: الطويل * وبيضاء لا تنحاش منا وأمها * إذا ما رأتنا زيل منا زويلها * انتهى كلام أبي علي وكأنه لم يطلع على ما للعلماء بالشعر في هذا البيت.
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»