خزانة الأدب - البغدادي - ج ١ - الصفحة ٤١٨
فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب العظيم في حرب الكافرين وأعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله عز وجل * (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) * فإذا أصبحتم غدا فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائه مستنصرين فلما أضاء لهم الصبح باكروا مراكزهم فتقدموا واحدا بعد واحد ينشدون الأراجيز فقاتلوا حتى استشهدوا جميعا فلما بلغها الخبر قالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته فكان عمر رضي الله عنه يعطيها أرزاق أولادها الأربعة لكل واحد منهم مائة درهم حتى قبض وماتت الخنساء وأنشد بعده وهو الشاهد الحادي والسبعون (الرجز) * أنا أبو النجم وشعري شعري * على أن عدم مغايرة الخبر للمبتدأ إنما هو للدلالة على الشهرة أي شعري الآن هو شعري المشهور المعروف بنفسه لا شيء آخر استشهد به صاحب الكشاف عند قوله تعالى * (والسابقون السابقون) * على أن المراد السابقون من عرفت حالهم وبلغك وصفهم كما في شعري شعري أي شعري ما بلغك وصفه وسمعت ببراعته وفصاحته وصح إيقاع أبي النجم خبرا لتضمنه نوع وصفية واشتهاره بالكمال والمعنى أنا ذلك المعروف الموصوف بالكمال وشعري هو الموصوف بالفصاحة.
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»