خزانة الأدب - البغدادي - ج ١ - الصفحة ٤١٥
محبوبا في العشيرة شريفا في قومه وكان أبوها يأخذ بيدي ابنيه صخر ومعاوية ويقول أنا أبو خيري مضر فتعترف له العرب بذلك وما زالت ترثي صخرا وتبكيه حتى عميت وكانت تقول بعد إسلامها كنت أبكي لصخر من القتل فأنا اليوم أبكي له من النار ودخلت على عائشة رضي الله عنهما وعليها صدار من شعر فقالت لها ما هذا فوالله لقد مات رسول الله فلم ألبس صدارا عليه قالت إن له حديثا قالت وما هو قالت زوجني أبي سيدا من سادات قومي متلافأ معطاء فأنفد ماله وقال لي إلى أين يا خنساء قلت إلى أخي صخر فأتيناه فقاسمنا ماله وأعطانا خير النصفين فأقبل زوجي يعطي ويهب ويحمل حتى أنفده ثم قالا لي إلى أين يا خنساء قلت إلى أخي صخر فأتيناه وقاسمنا ماله وأعطانا خير النصفين إلى الثالثة فقالت له امرأته أما ترضى أن تقاسمهم مالك حتى تعطيهم خير النصفين فقال (الرجز) * والله لا أمنحها شرارها * ولو هلكت قددت خمارها * * واتخذت من شعر صدارها * فذاك الذي دعاني إلى لبس الصدار وكان من حديث قتله أنه جمع جمعا وأغار على بني أسد بن خزيمة فطعنه ابن ربيعة بن ثور الأسدي فأدخل في جوفه حلقا من الدرع فاندمل عليه فأضناه وطال مرضه ومله أهله فكانوا إذا سألوا امرأته سليمى عنه قالت لا هو حي فيرجى ولا هو ميت فينعى وصخر يسمع كلامها فيشق ذلك عليه وإذا سألوا أمه قالت أصبح صالحا بنعمه الله فلما أفاق بعض الإفاقة عمد إلى امرأته فعلقها بعمود الفسطاط حتى ماتت
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»