فإن سألوك فقولي تخلف كأنه يقضي حاجة وهو مار بكم فمضت حتى إذا علم أبو خراش أنها قد جاوزت الثنية وأمنهم جاء يمشي رويدأ حتى مر في وسطهم فسلم فردوا عليه السلام فقال ممن أنتم قالوا إخوتك وبنو عمك فتباعد منهم فهموا به فعدا وعدوا على إثره فأعجزهم وجعلوا ينظرون إليه ويرمونه ونجا منهم 1. ه وفي الأغاني بسنده أن أبا خراش الهذلي خرج من أهله هذيل يريد مكة فقال لزوجته أم خراش ويحك إني أريد مكة لبعض الحاجة وإن بني الديل يطلبونني بترات فإياك أن تذكريني فخرج بها وكمن لحاجته وخرجت إلى السوق لتشتري عطرا وما تحتاجه النساء فمر بها فتيان من بني الديل فقال أحدهما لصاحبه أم خراش ورب الكعبة فسلما عليها فقالت بأبي أنتما من أنتما فقالا رجلان من أهلك هذيل قالت فإن أبا خراش معي فلا تذكراه لأحد ونحن رائحون العشية فجمع الرجلان جماعة وكمنوا في طريقة فلما نظر إليهم قال لها قتلتني قالت ما ذكرتك ورب الكعبة إلا لفتيين من هذيل فقال والله ما هما من هذيل ولكنهما من بني الديل وقد جلسا لي وجمعا جماعة من قومهما فإذا جزت عليهم فإنهم لن يعرضوا لك لئلا أستوحش فأفوتهم فاركضي بعيرك وضعي عليه العصا فكانت على قعود يسابق الريح فلما دنا منهم وقد تلثموا ووضعوا تمرا على طريقة على كساء فوقف قليلا كأنه يصلح شيئا وجازتهم أم خراش ووضعت العصا على قعودها وتوثبوا إليه فوثب يعدو وسبقهم ولم يلحقوه وقال أبو خراش في ذلك هذه القصيدة 1. ه و رفوني قال المفضل بن سلمة في الفاخر والمرزوقي في شرح الفصيح رفوت الرجل إذا سكنته وأنشد هذا البيت ثم قالا ويقال رافيت فلانا أي وافقته قال الشاعر (الوافر *) * ولما أن رأيت أبا رويم * يرافيني ويكره أن يلاما *
(٤٢٠)