بسم الله الرحمن الرحيم نحمدك يا من شواهد آياته غنية عن الشرح والبيان ودلائل توحيده متلوة بكل لسان صل وسلم على رسولك محمد المؤيد بقواطع الحجج والبرهان وعلى آله وصحبه الباذلين مهجهم في نصر دينه على سائر الأديان صلاة وسلاما دائمين على ممر الأزمان أما بعد فيقول المفتقر إلى معونة ربه الهادي عبد القادر بن عمر البغدادي هذا شرح شواهد الكافية لنجم الأئمة وفاضل هذه الأمة المحقق محمد بن الحسن الشهير بالرضي الأستراباذي عفا الله عنه ورحمه وهو كتاب عكف عليه نحارير العلماء ودقق النظر فيه أماثل الفضلاء وكفاه من الشرف والمجد ما اعترف به السيد والسعد لما فيه من أبحاث أنيقة وأنظار دقيقة وتقريرات رائقة وتوجيهات فائقة حتى صارت بعده كتب النحو كالشريعة المنسوخة أو كالأمة الممسوخة إلا أن أبياته التي استشهد بها وهي زهاء ألف بيت كانت محلولة العقال ظاهرة الإشكال لغموض معناها وخفاء مغزاها وقد انضم إليها التحريف وبأن عليها أثر التصحيف وكنت ممن مرن في علم الأدب حتى صار يلبيه من كثب وأفرغ في تحصيله جهده وبذل فيه وكده وكده وجمع دواوينه وعرف قوانينه واجتمع عنده بفضل الله من الأسفار ما لم يجتمع عند أحد
(٢٧)