عنه حتى توجد الشرائط وتنتفي الموانع وأما العلة فلا يتراخى الحكم عنها إذ لا شرط لها بل متى وجدت أوجبت معلولها بالاتفاق إلى آخر ما فصله وقوله إذهاب الوقائع ماله أشار إلى أن مفعول تطيح محذوف وهو ماله وقوله أي يبك لأجل إهلاك المنايا يزيد أشار إلى أن مفعول تطيح على هذا التقدير هو يزيد وأراد بالمنايا أسباب الموت إطلاقا لاسم المسبب على السبب وإلا فالشخص الواحد لا تهلكه إلا منية واحدة وقوله ويجوز أن تكون ما بمعنى التي زاد بعضهم ويجوز أن تكون نكرة موصوفة وهذا البيت من أبيات لنهشل بن حري على ما في شرح أبيات الكتاب لابن خلف في مرثية يزيد وهي (الطويل) * لعمري لئن أمسى يزيد بن نهشل * حشا حدث تسفي عليه الروائح * * لقد كان ممن يبسط الكف بالندى * إذا ضن بالخير الأكف الشحائح * * فبعدك أبدى ذو الضغينة ضغنه * وسد لي الطرف العيون الكواشح * * ذكرت الذي مات الندى عند موته * بعاقبه إذ صالح العيش طالح * * إذا أرق أفنى من الليل ما مضى * تمطى به ثني من الليل راجح * * ليبك يزيد ضارع * * البيت سقى جدثا أمسى بدومة ثاويا * من الدلو والجوزاء غاد ورائح * الحشا ما في البطن والجدث بالجيم والثاء المثلثة القبر وتسفي مضارع سفت الريح التراب ذرته ويقال أسفته أيضا فالمفعول محذوف والروائح أي الأيام الروائح من راح اليوم يروح روحا من باب قال وفي لغة من باب خاف إذا اشتدت ريحه فهو رائح وأما كونه جمع ريح لم أقف على من نبه عليه مع أن ريحا لم تجمع على هذا الوزن وضن يقال ضن بالشيء يضن من باب تعب ضنا وضنة بالكسر وضنانة بالفتح بخل فهو
(٣٠٢)