وجعله صاحب العباب مما عينه جاء معتلا بالواو تارة وبالياء تارة أخرى ولم يعتبر أن الواو صارت ياء بالإعلال وسبقه ابن جني في إعراب الحماسة فإنه قال ومن قال طاح يطيح فكان عنده كباع يبيع فقياسة أن يقول المطايح فيصحح الياء لأنها عين مفعل وقوله مما تطيح متعلق بمختبط إلخ هذا هو الظاهر المتبادر إليه وقال ابن خلف وقوله مما تطيح موضعه رفع على النعت لمختبط أوله ولضارع جميعا أي كائن أو كائنان فتكون ما للجنس ويؤيد هذا التأويل رواية من روى ممن تطيح أي من الذي تطيحه الطوائح فحذف العائد وروى أبو علي قد طوحته الطوائح وهذا يؤيد كون هذه الجملة نعتا لمختبط لرجوع الضمير إليه مفردا وقوله أي يسأل من أجل أشار إلى أن من تعليلية وقال ابن الحاجب في إيضاحه وأماليه ومن للابتداء أو بمعنى السببية فالأول على أن ابتداء الاختباط من الإطاحة أو سبب الاختباط الإطاحة فإن قلت ما الفرق بينهما قلت فيه خلاف قال أبو حيان كأن التعليل والسبب عندهم شيء واحد قال السيوطي هذا هو الحق وفي شرح جمع الجوامع للمحلي ما يصرح به لأنه قال المعبر عنه هنا بالسبب هو المعبر عنه في القياس بالعلة وخالفهم ابن السبكي في الأشباه والنظائر فقال إن الفرق بينهما ثابت لغة ونحوا وشرعا قال اللغويون السبب كل شيء يتوصل به إلى غيره ومن ثم سموا الحبل سببا وذكروا أن العلة المرض وكلمات يدور معناها على أن العلة أمر يكون عنه أمر آخر وذكر النحاة أن اللام للتعليل ولم يقولوا للسببية وقال أكثرهم الباء للسببية ولم يقولوا للتعليل وذكر ابن مالك السببية والتعليل وهذا تصريح بأنهما غيران وقال أهل الشرع السبب ما يحصل الشيء عنده لا به والعلة ما يحصل به وأنشد ابن السمعاني على ذلك (الطويل) * ألم تر أن الشيء للشيء عله * تكون به كالنار تقدح بالزند * والمعلول يتأثر عن علته بلا واسطة بينهما ولا شرط يتوقف الحكم على وجوده والسبب إنما يفضي إلى الحكم بواسطة أو وسائط ولذلك يتراخى الحكم
(٣٠١)