* لا تجزعي إن منفس أهلكته * وتمامه * وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي * على أن الكوفيين أضمروا فعلا رافعا لمنفس أي إن هلك منفس أو أهلك منفس وأورده في باب الاشتغال أيضا كذا وأما البصريون فقد رووه * لا تجزعي إن منفسا أهلكته * وكذا أورده سيبويه بنصب منفس على أنه منصوب بفعل مضمر تقديره إن أهلكت منفسا أهلكته فأهلكته المذكور مفسر للمحذوف وهذه الجملة من باب الاشتغال لا تدخل في الجملة التفسيرية التي لا محل لها من الإعراب وإن حصل بها تفسير قال أبو علي في البغداديات الفعل المحذوف والفعل المذكور في نحو قوله لا تجزعي إن منفسا أهلكته مجزومان في التقدير وإن انجزام الثاني ليس على البدلية إذ لم يثبت حذف المبدل منه بل على تكرير إن أي إن أهلكت منفسا إن أهلكته وساغ إضمار إن وإن لم يجز إضمار لام الأمر إلا ضرورة لاتساعهم فيها بدليل إيلائهم إياها الاسم ولأن تقدمها مقو للدلالة عليها وقوله وإذا هلكت الواو عطفت هذه الجملة الشرطية على الشرطية التي قبلها ولم أر في جميع الطرق من روى بالفاء بدل الواو إلا العيني فإنه قال الفاء عاطفة والمعنى لا يقتضي الفاء فإنها تدل على الترتيب والتعقيب والسببية والثلاثة منتفية سواء كان الترتيب معنويا كما في قام زيد فعمرو أو زكريا وهو عطف مفصل على مجمل نحو ونادى نوح ربه فقال رب * وقوله فعند ذلك فاجزعي أورده الشارح في الفاء العاطفة على أن إحدى الفاءين زائدة ولم يعين أيتهما زائدة
(٣٠٦)