قال الأصمعي بيت الأدم يجمع الجيد والرديء ففيه من كل جلد رقعه وكذلك الحاطب يجمع في حبله الرطب واليابس والجزل والشخت وربما احتطب ليلا فضم في حبلة أفعى وهو لا يدري ونحوه قول العامة في الشيء المتفاوت والقوم المختلطين هم خرق البرنس استأنف بهذا البيت تلك القسمة على وجه آخر فهو من باب البيان وهو أن يحمل الشاعر معنى ويفسره بما يليه وصاحب هذه الأبيات موسى بن جابر الحنفي أحد شعراء بني حنيفة المكثرين يقال له ابن الفريعة وهي أمة كما أن حسان بن ثابت رضي الله عنه يقال له ابن الفريعة وتقدم في ترجمته ويقال كان نصرانيا وهو القائل (الطويل) * وجدنا أبانا كان حل ببلدة * سوى بين قيس عيلان والفزر * * برابية أما العدو فحولنا * مطيف بنا في مثل دائرة المهر * * فلما نأت عنا العشيرة كلها * أقمنا وحالفنا السيوف على الدهر * كذا في المؤتلف والمختلف للآمدي وسوى صفة بلدة بمعنى متوسطة والفزر لقب لسعد بن زيد مناة والمعنى وجدنا أبانا حل ببلدة متوسطه لديار قيس بن عيلان وسعد بن زيد مناة يريد حل بين مضر وناى عن ربيعة لأن قيسا والفزر من مضر وقوله فلما نأت إلخ يقول لما خذلتنا عشيرتنا وهم ربيعة اكتفينا بأنفسنا فأقمنا بدار الحفاظ والصبر واتخذنا سيوفنا حلفاء على الدهر وهذا مثل ضربه لاستقلالهم فيما نهضوا فيه بعددهم وعدتهم وبلائهم وصبرهم واستغنائهم عن القاعدين
(٢٩٦)