بعلمه إلا في غرض الدنيا وهو الذي صنعته تصاريف الكلام والجدل والخصام والسؤال والجواب لما في الدنانير والدراهم التي يأخذها ويعطيها من الكلام المنقوش كالقاضي وميزانه حكمه وعدله وربما كان ميزانه نفسه ولسانه وكفتاه أذناه وصنجتاه وأوزانه عدله وأحكامه والدراهم والدنانير خصومات الناس عنده، وقيل هو الفقيه الذي يأخذ سؤالا ويعطى جوابا بالعدل والموازنة وهو المعبر أيضا لاعتباره ما يرد عليه ووزنه وعبارته فيأخذ عقدا كالدنانير ويعطى كلاما مصروفا كالدراهم أو يأخذ كلاما متفرقا كالدراهم ويعطى عبارة مجموعة كالدنانير فمن صرف في منامه دينارا من صيرفي وأخذ منه دراهم نظرت في حاله فإن كان في خصومة نقصت وإن كان عنده سلعة باعها وخرجت من ملكه وإلا نزلت به حادثة يحتاج فيها إلى سؤال فقيه أو يرى رؤيا يحتاج فيها إلى سؤال معبر ويأتيه في عواقب ما ذكرناه ما يكرهه ويحزنه لاخذه الدراهم لأنها دار الهموم فاتنة القلوب والهم
(٣٠٩)