ومن رأى كأنه يملك حنطة ولا يمسها ولا يحتاج إليها فإنه يصيب عزا وشرفا لان الحنطة أشرف الأطعمة فان رأى كأنه سعى في طلبها واحتاج إليها أو مسها أصابه خسران وهوان وعزل إن كان واليا وفرق بينه وبين أقاربه بدليل قصة آدم عليه السلام وبياع الدقيق والشعير مثل الحناط والطحان رجل مشغول بأمر نفسه ودنياه فان رأى شيخا طحانا فإنه جد الرجل وتدل رؤياه على أن يصيب رزقه من جهة صديقه فان رأى شابا طحانا فإنه ينال رزقه بمعاونة عدوه إياه فان رأى أنه طحان وقد طحن طعاما بقدر كفايته فان معيشته على حد الكفاية فان طحن فوق الكفاية كانت معيشته كذلك ومن رأى أنه طحان فإنه قيم نفسه وقيم أهله والقصاب ملك الموت، فمن رأى كأنه أخذ من قصاب سكينا أصابه مرض ثم يبرأ ويصيب في حياته قوة فان رأى كأنه ذبح مالا يحل ذبحه من البهائم فهو دليل ظلمه والتباس عمله فيما بينه وبين الله تعالى فان رأى كأنه ذبح أباه فإنه يبره ويصله إذا لم ير دما فان رأى دما لم تحمد رؤياه وقيل إن القصاب دليل الشدة في جميع الأحوال إلا في حالين حال الدين فإنه يدل على قضائه وحال القيد فإنه يدل على فكه والقصاب المنسوب إلى ملك الموت هو المجهول وأما المعروف فهم قاسم الأموال بين الأيتام والورثة وقيل هو
(٣٠٢)