أمن وإن لم يكن عليه من الثياب شئ فهو يسقط من رجاء من كان يرجوه أو يعزل من سلطان هو فيه أو ينتقض عليه أمر هو مستمسك به وكل ذلك إذا كانت عورته بارزة ظاهرة وهو كالمستحى منها فان لم تكن العورة ظاهرة ولا هو مستحى منها فان تحويل حالته التي وصفت يدل على حال السلامة ولا يشمت به عدو إن شاء الله والتجرد مع الاشتغال بعمل دليل على تجلده فيه وظفره بمراده فمن رأى كأنه عريان متجرد من ثوبه فان له أعداء في الموضع الذي رأى فيه وهو يغلبهم فان لم تكن عورته مكشوفة فإنه لا يغلبهم فان غطى عورته بشئ أو بيده فإنه ينقاد لهم ويهرب منهم فان رأى على وسطه مئزرا فقد فإنه مجتهد في العبادة وإن رأى نفسه متجردا في طلب شئ نال ذلك الشئ بقدر تجرده وأما العرى إذا لم يكن معه اشتغال بعمل فهو محنة وترك طاعة وهتك ستر. وحكى أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن رجلا قائما وسط المسجد يعنى مسجد البصرة متجردا بيده سيف يضرب به صخرة فيفلقها، فقال له ابن سيرين ينبغي أن يكون هذا الرجل الحسن البصري فقال الرجل هو والله هو فقال ابن سيرين قد علمت أنه الذي تجرد في الدين يعنى لموضع المسجد وأن سيفه الذي كان يضرب به لسانه الذي يفلق بكلامه الحجر بالحق
(١٧٠)