الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٧٣
البواعث:
للبحث في الأسباب التي تكمن وراء ما ذكرنا يمكن الإشارة إلى ما يلي:
1 - غياب التفاهم:
إن غياب التفاهم بين الزوجين وعدم إدراكهما الضوابط التي ينبغي مراعاتها في التعامل يؤدي إلى ظهور المشاكل العديدة ونشوء النزاع، ذلك أن التفاهم هو الذي يهئ الأرضية اللازمة للبحث في الكثير من الأمور ذات الاهتمام المشترك. وتعدد أسباب عدم التفاهم والانسجام، فمنها ما يعود إلى الاختلاف الفاحش في السن والتجربة والخبرة في الحياة، ومنها ما يعود إلى اختلاف الأذواق بشكل يؤدي إلى التصادم العنيف. ومما يبعث على الأسف أن الزوجين - وبعد مضي شهور عديدة أو سنوات على حياتهما المشتركة - قد أخفقا في إدراك بعضهما البعض بشكل يمكن فيه تلافي الكثير من المشكل ببعض التحمل والمداراة.
2 - الفوضى في الحياة:
هناك الكثير من الأفراد ممن يهتمون بالنظام إلى حد يتحول فيه ذلك إلى هاجسهم الوحيد، فأقل إخلال يدفعهم إلى الثورة والعصبية.
وفي مثل هكذا حالة ماذا يمكن أن يحدث لو عاد الرجل - مثلا - إلى منزله وهو يتصور أن كل شئ على ما يرام، وإذا به يرى الفوضى تعم كل شئ فلا يجد حتى مكانا يستبدل فيه ثيابه.
ربما يعتبر البعض أن الأمر ليس بهذه الخطورة ولكن الحقيقة تقول عكس ذلك. إن ذلك يبعث المرارة في قلب الرجل، بل ويهئ ظروف تفجر نزاع لا تحمد عقباه.
3 - الإجهاد في العمل:
ما أكثر الأشخاص الذين نراهم يثورون لأتفه الأسباب. وعندما نحاول البحث عن العلة في ذلك نجد أن العمل المتواصل والإرهاق قد أضعف
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»