الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٥٧
قال رسول الله (ص): أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا منها ريحها هي زانية (3).
ينبغي أن تكون العلاقة بين الزوجين علاقة صداقة وحب، كما أن هدف كل منهما أن يكون صاحبه ملكا خالصا له لا يفكر بغيره ولا ينظر إلى سواه، وفي هذه الحالة فإن التجمل والزينة والمعاشرة الحرة مع الآخرين سيلقي - شئنا أم أبينا - ظلاله السوداء في القلوب ويكون باعثا على سوء الظن مما يؤدي بالتالي إلى إضعاف واضمحلال العلاقة الزوجية.
إن العفة والتعفف، وإضافة إلى ما ذكرنا، حصن حصين يحمي الإنسان من الوقوع في شباك الماكرين المنحرفين الذين لا هم لهم سوى استغلال بعض الثغرات والولوج إلى حرم الحياة الزوجية وتلويثها، وبالتالي تدميرها، وعندها لا ينفع ندم النادمين.
التعاليم الإسلامية:
من مزايا الإسلام الحنيف أنه يعيش مع الإنسان جميع لحظاته وسكناته، وهو كالبوصلة التي تشير دائما إلى الاتجاه السليم، حيث يبدأ عملها منذ اللحظة الأولى للقيام بعمل ما - أعني منذ انعقاد النية - ولذا نشاهد أن الإسلام - مثلا - لا يجيز لنا القيام بعمل من شأنه أن يضعنا في موضع الشبهات ويثير سوء الظن حولنا.
وفي هذا المضمار تؤكد وصايا الإسلام اجتناب كل الأعمال التي تؤدي إلى تفجر النزاع في الحياة المشتركة وضياع كل الجهود في مهب الرياح.
علينا أن نفكر وأن نضع أنفسنا مكان أزواجنا عندما نريد القيام بعمل ما، فإننا وإن تمكنا من استغفال أزواجنا في ذلك فإن الله سبحانه هو شاهد على جميع أعمالنا.

(3) ابن ماجة ج 8 ص 153.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»