ولكن من كان مثله في هذا المستوى الرفيع من العلم والخلق والأدب راق له ما ذهب إليه وارتضاه من خشونة العيش وشظفة وهو كما يبدو لي من خلال ردوده السريعة ومحاوراته على أستاذ كبير جامعي وفي درجة من الخطورة العلمية اعتقدت يقينا على أن من كان في هذه السن لا يمكن أن يصدق العقل أو يتصوره أنه يرد على محاضرة جهبذ من جهابذة العلم أو يفند رأيا من آراء أساطين الفقه على المستوى الرسمي لدى الخاصة والعامة وفي حقول العلماء والمتخصصين والمفكرين وعلى الرغم من هذا كله اندفع بشغف باطني وبإخلاص عملي وموقف صادق ورأي ثابت ومحاور فذ في المناظرات المذهبية ومن آثاره المبكرة:
1 - هذا الكتاب " وقفة مع الدكتور البوطي في مسائله ".
2 - من الحوار كانت الهداية (قيد الطبع) 3 - رسالة إلى من يهمه الأمر (حول ظاهرة الاختلاط في مقام السيدة زينب (عليها السلام).
كل هذا ينبع من تفانيه لإعلاء كلمة الله لتكون هي العليا وكلمة الباطل لتكون هي السفلى التي هي بند من بنود مدرسة العترة ومبدأ من مبادئ الشجرة المباركة وأرضية فكرية صحيحة كانت ولا تزال هي الجامعة الإسلامية لكل المذاهب الإسلامية ومشاربها وقد أسست من قبل الإمامين الجليلين الصادقين (عليهما السلام) الباقر وولده الإمام الصادق (عليهما السلام) ونحن من هنا ومن قبلنا نشيد به أن يمضي قدما بعزيمة وإرادة قويتين وأن يوغل في هذه الجامعة كل الإيغال وأن يسهب في التهافت عليها كل الإسهاب مهما كلفه ذلك من مشقة بادية بحتة، وإن كانت ظروفه القاسية المريرة لا تساعده كل المساعدة على تجاوز العقبات وتخطي العثرات نظرا للبيئة المتزمتة التي نشأ فيها ولبيئته الفكرية التي درج فيها منذ نعومة أظفاره أيضا ونعلم حقيقة جميعا ويعرف كل منصف بغض النظر عن انتماءاته وموروثاته لأن هذه البيئات وتلك الموروثات قلما يسلم منها العلماء فكيف السذج المغفلون لأن الموروثات قديما وحديثا تجري وتنساب وتتحرك وتنشط وتتدفق كالدم الذي يجري في العروق في أذهان العامة والخاصة وهذه علتنا كشرقيين بعامة ومسلمين بخاصة وتلك لعمري مصيبة المصائب وكارثة الكوارث وقاصمة