واستقر بي النوى - السيد محمد بن حمود العمدي - الصفحة ٥٥
وكل عمل منفر - عرفا أو شرعا - يجعل من تعلقت به الإرادة إنسانا مثاليا، نزيها عن كل عيب وشين، ووصمة عار " (1).
3 - ما سبق ذكره من استشهاد الإمامية بآية الإمامة (2)، وطريقة استدلالها بتلك الآية.
وغيرها من الأدلة.
ثانيا:
أن من عرف " مبنى " الإمامية الاثني عشرية - وهو " قاعدة اللطف " - جزم - بإنصاف - بأن قولهم بعصمة الإمام إنما هو نابع من صميم النتائج العقلية الضرورية لمن التزم بقاعدة اللطف في مسألة الإمامة.
ثالثا:
أن الزيدية - نفسها - احتارت أمام الدلائل التي تفرض نفسها للعصمة، فاضطرت إلى القول بالعصمة، ولكنها وقعت في مأزق خطير وهو ادعاء العصمة في العترة - هكذا، مطلقة - في أولاد الحسنين!! (3)، وكما يعبر الفلاسفة والمنطقيون " في الجملة لا بالجملة " بدون أن تحدد، بل قالت: " وجماعة العترة معصومة " فالقول بالعصمة هو قول الزيدية أيضا!! إلا أنها جعلته في العترة عامة، وهذا القول فيه ما فيه!! خصوصا إذا ما لوحظ أن الزيدية تنفي عن نفسها القول بعصمة آحاد أهل البيت (4).

١) الإلهيات: ٤ / ١٢٨، ١٢٩.
٢) سورة البقرة: ١٢٤.
٣) عدة الأكياس: ٢ / ١٨٨.
٤) شرح الأزهار: ١ / 15 وكتب أصول الفقه عند الزيدية.
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست