واستقر بي النوى - السيد محمد بن حمود العمدي - الصفحة ٥٦
وحديث " الثقلين " القارن " العترة = أهل البيت بالقرآن = المعصوم " - بحد ذاته - كاف ليكون أبا لكل أدلة القائلين بعصمة الإمام.
وكم قد رأينا - علما وعملا - جراء عدم القول بضرورة عصمة الإمام ولابديتها: أن كل الشروط التي تطرح تحت عنوان " صفة الإمام " لم تكن سوى شروط كمالية مثالية قل من رقى إليها.
وهذا هو الذي جعل كثيرا من أئمة الزيدية لا يعتبرون بعض الشروط، كما هو المعروف عن " يحيى بن حمزة " وعدم اعتباره للاجتهاد شرطا في الإمام (1).
وأما مراجعة تاريخ اليمن وتاريخ أئمة اليمن بوجه خاص ففيه الأدلة الكثيرة التي تؤيد " مثالية " الشروط التي اعتبرت في الإمام (2).
ثم نتساءل!
إلى أين أوصلنا القول بأن لا ضرورة للقول بالعصمة؟
ألم يوصلنا - في فترة من الزمن; امتدت إلى هذه الفترة - إلى أن نضرب

١) وقال - بعدم اشتراط الاجتهاد في الإمام - الإمام المطهر والأمير الحسين والحسن بن وهاس والقاضي جعفر والقاضي مغيث والسيد عبد الله بن يحيى أبو العطايا. أنظر: شرح الأزهار: ٤ / 520.
2) الموسوعة اليمنية: 1 / 447 - 459 و 496 - 499. ومن أجل حقيقة - أكثر صراحة - لا بد من القول بأن عملية وضع تلك الشروط تم بطريقة تجميعية دفعت بها خلفية عقلية ثيوقراطية تجعل من المصلحة السياسية والسلطوية - المبتنية على مرتكزات دينية وعقيدية; لم يكن بد من الاعتماد عليها - مشرعا جديدا وفق ضوابط " المصالح المرسلة " و " الاستحسان " أو لا وفقها!
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست