واستقر بي النوى - السيد محمد بن حمود العمدي - الصفحة ٥٧
صفحا عن مناهج أهل البيت (عليهم السلام) ونجعل منابع شريعتنا غيرها (1)!؟
ألم نصل إلى القول تارة " بالنص الخفي " في الإمامة وتارة " بالنص الجلي " ونكون قد ارتكبنا جرما عقائديا - إن صح التعبير - عندما نقول بالأول منهما!!
ألم نصل إلى أن نصبح حيارى في أخذ ديننا عن من؟ بل حتى العلماء صاروا حيارى; إن لم يكونوا أول من احتار!!
وندندن كالسيد الحافظ إسحاق بن يوسف بن الإمام المتوكل على الله (2):
أيها الأعلام من ساداتنا * ومصابيح دياجي المشكل خبرونا هل لنا من مذهب * يقتفى في القول أو في العمل؟
أم تركنا هملا نرعى بلا * سائم نقفوه نهج السبل!
فإذا قلنا " ليحيى " (3) قيل لا * ها هنا الحق لزيد بن علي! (4)

١) شرح الأزهار: ١ / ٨، مقدمة البحر الزخار: ١٩٦.
٢) السيد إسحاق بن يوسف بن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن الإمام القاسم بن محمد (١١١١ - ١١٧٣) قال عنه الشوكاني: " إمام الآداب، والفائق في كل باب، على ذوي الألباب "، كان كريما وشاعرا، فقيها محدثا، من كتبه رسالة (الوجه الحسن المذهب للحزن)، وتفريج الكروب في مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام). أنظر ترجمته: البدر الطالع: ١ / ٩١، الأعلام: ١ / ٢٩٧.
٣) الهادي: يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي.
٤) زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (٧٥ - ١٢٢) أخ الإمام الباقر (عليه السلام) وعم الإمام الصادق (عليه السلام) وابن الإمام السجاد (عليه السلام)، كان يعرف ب‍ " حليف القرآن " ويعتبر من فقهاء ومحدثي أهل البيت (عليهم السلام). قام مخلصا لله تعالى أمام الجبارين في عصره، وقال فيه الإمام الصادق (عليه السلام) " رحم الله عمي زيدا لو ظفر لوفى، إنما دعا إلى الرضا من آل محمد و... " قال الشيخ المفيد في " الإرشاد ":
كان زيد بن علي (عليه السلام) عين إخوته بعد أبي جعفر الباقر (عليه السلام) وأفضلهم وكان عابدا ورعا فقيها سخيا شجاعا، واعتقد كثير من الشيعة فيه الإمامة وكان سبب اعتقادهم ذلك فيه خروجه بالسيف يدعو إلى الرضا من آل محمد فظنوه يريد بذلك نفسه ولم يكن يريده لمعرفته باستحقاق أخيه للإمامة من قبله...
أنظر: الإفادة: ٦١، التحف: ٤٣، الحدائق الوردية: ١ / ١٣٧ (الإمام زيد شعلة في ليل الاستبداد) لمحمد يحيى سالم عزان، معجم رجال الحديث: ٨ / ٣٥٧ - ٣٦٩، زيد الشهيد، سير أعلام النبلاء: ٥ / ٣٨٩، تاريخ الإسلام (حوادث ١٢١ - ١٤٠ ه‍): ١٠٥، الإرشاد: ٢ / ١٧١، زيد بن علي ومشروعية الثورة عند أهل البيت (عليهم السلام)، أعيان الشيعة: ٧ / ١٠٧، الأعلام: ٣ / 59.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست