واستقر بي النوى - السيد محمد بن حمود العمدي - الصفحة ٦٠
والمسألة الثانية: أصل " النص " هل هو جلي أو خفي؟
والحق يقال!!: أنه لم يكن للقائلين " بالنص الخفي " " غرض " سوى تنزيه مقام المتقدمين على أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه مما يمكن أن يلحق بهم من تفسيق أو تكفير!!; جراء مخالفة النصوص القطعية على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالإمامة الكبرى (1).
وللأسف أن هذه الشنشنة - شنشنة أن النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه نص خفي غير جلي - قد بدأت تأخذ مسارا وئيد الخطى في الوسط الزيدي المعاصر مع غفلة هروجية والدعاة إليه عن " أضراره " الكبيرة بالعقيدة الزيدية فضلا عن غيرها.
إن الزيدية لو تنازلت عن قولها بالنص الجلي على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، فإنها لن تكون قد أخطأت في حق أئمتها الأوائل فقط، بل ستكون قد فتت في عضد قيموميتها الشيعية على هويتها، وحينها لن يبق من فارق بينها وبين مذهب أهل السنة.
وهذا خطر - بحمد الله - قد توجه له بعض علماء الزيدية المعاصرين

١) حتى أن كثيرا من مؤلفي " الزيدية " في العقائد كانوا يعقدون فصلا أو بابا في سياق ذكرهم " للإمامة " تحت عنوان: " حكم من تقدم أمير المؤمنين (عليه السلام) ".
أنظر: عدة الأكياس: ٢ / ١٦٦، وراجع: أنوار اليقين للحسن بن بدر الدين، وحقائق المعرفة لأحمد بن سليمان وغيرها، ومن المضحك - وشر المصائب ما يضحك - أن يؤدي هذا الدوران - بعد عناء - إلى القول بالنص " الجلي " في الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) والنص " الخفي " في أمير المؤمنين (عليه السلام)!! أنظر:
شرح الأزهار: ٤ / 522.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست