الخطاب إن رسول الله ليهجر وحسبنا كتاب الله! (1).
فلو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قال لهم من قبل تركت فيكم " كتاب الله وسنتي " لما جاز لعمر بن الخطاب أن يقول: حسبنا كتاب الله!، لأنه بذلك يكون هو والصحابة الذين قالوا بمقالته رادين على رسول الله ولا أظن أن أهل السنة والجماعة يرضون بهذا.
ولذلك فهمنا أن الحديث وضعه بعض المتأخرين الذين يعادون أهل البيت وخصوصا بعد إقصائهم عن الخلافة، وكأن الذي وضع حديث " كتاب الله وسنتي " استغرب أن يكون الناس تمسكوا بكتاب الله وتركوا العترة واقتدوا بغيرهم، فظن أنه باختلاق الحديث سيصحح مسيرتهم ويبعد النقد والتجريح عن الصحابة الذين خالفوا وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الوجه الثالث: من المعروف أن أول حادثة اعترضت أبا بكر في أوائل خلافته هي قراره محاربة مانعي الزكاة، رغم معارضة عمر بن الخطاب له واستشهاده بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله عصم مني حاله ودمه إلا بحقها وحسابه على الله ".
فلو كانت سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم معلومة ما كان أبو بكر يجهلها وهو أولى الناس معرفتها.
ولكن عمر بعد ذلك اقتنع بتأويل أبي بكر للحديث الذي رواه وقول أبي بكر بأن الزكاة هي حق المال، ولكنهم غفلوا أو تغافلوا عن سنة الرسول الفعلية التي لا تقبل التأويل وهي قصة ثعلبة الذي امتنع عن دفع الزكاة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونزل فيه قرآن ولم يقاتله رسول الله ولا أجبره على دفعها وأين