على خطى الحسين (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٧٧
تنسف ما حاول بنوا أمية ترسيخه من صورة كهنوتية للإسلام تكرس فصل الدين عن الدولة فصلا عمليا منذ البداية، بل وتجعل من مفاهيم الدين خادمة لظلم الظالمين وجور السلاطين وتستفيد من مقالات بعض المتقاعصين الذين خدمهم الإسلام بأكثر مما خدموه.
إن بني أمية وأصحاب السلطة من بعدهم مهدوا في الإغداق على أفراد هذه الطبقة والإدناء لهم وأسماء صوتهم للناس، وكبت المخلصين في ولائهم لآل بيت محمد عليه السلام بدءا من أبي ذر الغفاري رضوان الله عليه ومرورا بحجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي حتى لا تصل إلى مسمع العالم إلا هذه الكلمات المشبوهة المنسوبة إلى أصحابها أو المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، داعية الناس للخنوع والخضوع بدعوى تجنيب الناس الوقوع في الفتنة، وتحاول أن تعطي الغاصبين شرعية يحلمون بها وتعطل فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فها هو أبو عبد الله الحسين يؤكد على هذه الفريضة المعطلة ويرى أنها ضرورة لازمة لإقامة أحكام الدين، فيقول: إنها إذا أديت استقامت الفرائض جميعها هينها وصعبها، وتجنب المجتمع الوقوع في الظلم الذي هو رأس كل مصيبة تنزل بالناس، وهاهو عليه السلام ينبه إلى ضياع حقوق الضعفاء وينبه إلى أنهم أسلموا الضعفاء في يد الظلمة، فصار الناس ما بين مستعبد مقهور وبين مستضعف على معيشة مقهور.
ويلفت الأنظار إلى التوازن المفقود في المجتمع المسلم بين
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 تمهيد: رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملوك السوء يرتقون منبره 7
3 1 - التحذير من أرباب السوء 7
4 2 - الدعوة إلى نصرة سبطه الحسين 7
5 3 - محاولة اغتيال فاشلة 8
6 تعيين جماعة المنافقين 10
7 الفصل الأول: أبناء الشجرة الملعونة رواد الفتنة في الإسلام 13
8 1 - خطاب رواد الفتنة، الخارجين على القيادة الشرعية 15
9 2 - خطاب قيادة الأمة الشرعية 23
10 3 - مفهوم الفتنة، والعجز عن الوقوف مع الحق 27
11 4 - التحكيم: خديعة الذين جعلوا القرآن عضين 29
12 أسباب قبول التحكيم 32
13 هدنة في صراع يمتد قرونا 38
14 الفصل الثاني: تحقق الرؤيا وقيام ملك " أرباب السوء " 43
15 1 - مسؤولية من أرادها أموية وكرهها إسلامية 45
16 2 - خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء 45
17 3 - مواجهة التزييف، وإحياء قيم الإسلام 49
18 4 - محاولة تحويل " النهج الأموي " إلى قدر أبدي 51
19 5 - امتداد المالك: يزيد ولي عهد 52
20 الفصل الثالث: الثورة الحسينية: النهوض بمهمة حفظ الدين 59
21 1 - نهج الثورة الحسينية والقول الفصل 62
22 2 - التمهيد للثورة 64
23 3 - التصميم والتخليط 71
24 4 - ضرورات المرحلة ونماذج رجالاتها 85
25 5 - اكتمال عناصر التحرك 93
26 6 - الهجرة الثانية: من مكة إلى الكوفة 95
27 7 - في الطريق إلى كربلاء 101
28 8 - محاولات إخفاء الحقيقة: ابن كثير يناقض نفسه 104
29 الفصل الرابع: كربلاء، النهوض بالأمة المنكوبة 111
30 1 - الموقف الحسيني معيار وقدوة 113
31 2 - نماذج أناس باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم 118
32 3 - إمامة الحق في مواجهة إمامة الباطل 121
33 4 - إقامة الحجة وبيان الحقيقة 123
34 5 - محاولة استنهاض الأمة الحر الرياحي نموذج المسلم المنيب 126
35 6 - الحلقة الجوهرية في مسلسل الصراع بين الحق والباطل 134
36 7 - معاني خروج حرائر آل البيت 135
37 8 - من يقيل عثرة الأمة المنكوبة؟ 147