دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ١٥٢
والرواية الثانية تصطدم بالنص القرآني السابق إذ أن النص أوجب المسح على الرجلين وهذا يعني عدم وجود حائل. والرسول مقيد بالنص وهذا يعني أن فكرة الخفين من اختراع الرواة..
أما الرواية الثالثة فهي تضيف على القرآن صراحة ما ليس فيه. فسورة الفاتحة ختامها (ولا الضالين) والرواية تضيف كلمة (آمين) وتضفي عليها القدسية بجواز تلاوتها في الصلاة بل ومباركة الملائكة لهذه التلاوة..
ولا يعقل أن الرسول (ص) يضيف على القرآن ما ليس فيه ثم يدخله في الصلاة التي هي مناجاة بين العبد والرب..
والرواية الرابعة نسبت إلى الرسول السهو والنسيان في الصلاة وما تنبه لسهوه ونسيانه إلا بتنبيه الناس له بقولهم: يا رسول الله أحدث في الصلاة شئ؟ قال:
" وما ذاك "؟ قالوا: صليت كذا وكذا (1)..
وهذا الحديث يشير إلى أن الذين كانوا من خلف الرسول كانوا أكثر تركيزا وتنبها منه في الصلاة..
فهل يعقل مثل هذا الكلام في حق النبي (ص)؟
وماذا كان يشغل الرسول عن ذكر ربه أثناء الصلاة؟
ثم أليس نسبة النسيان إلى النبي يعد طعنا في قدرته على تلقي الوحي وتبليغه للناس..؟
ثم كيف للناس أن يذكروا الرسول في قضايا الشرع والتعبد وهو وظيفته أن يذكر الناس؟
والله سبحانه يقول له: (فذكر إنما أنت مذكر..) (2).
وفيما يتعلق بالمعاملات فهم يروون:
يروى أن النبي (ص) جعل للجدة - في الميراث - السدس إذا لم يكن دونها أم (3)..

(١) مسلم كتاب المساجد. والبخاري كتاب الصلاة..
(٢) سورة الغاشية آية رقم ٢٢..
(٣) أبو داود. كتاب الفرائض..
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست