وبالتأمل في فكرة النسخ وأنواعه يتبين لنا أنها فكرة تضر بالقرآن وتعتدي على نصوصه. إذا أن تبنيها يعني تعطيل الكثير من الأحكام المنصوص عليها في القرآن التي من الممكن أن تسهم في حل الكثير من المشكلات المعاصرة..
ويكفي القول إن فكرة النسخ هي من ابتداع الرواة وقام الفقهاء بتأصيلها ولا يوجد ما يعضدها من نصوص القرآن (1)..
وهل يقبل العقل أن يعطل نص من نصوص القرآن يتلى على الملأ بينما يلزم المسلمون بحكم لا وجود له في القرآن ويدعي أنه كان موجودا فيه..؟
الفقهاء لم يتوقفوا عند حد تبني فكرة نسخ القرآن بالقرآن بالتجاوز وهذا الحد بتبنيهم نسخ القرآن بالروايات وهو ما أشرنا إلى صورة منه فيما يتعلق بزواج المتعة حين قرروا نسخ قوله تعالى (.. فما استمتعتم به فآتوهن أجورهن) الخاص بإباحة زواج المتعة. برواية النهي التي ذكرناها (2)..
أما الرواية الثانية حول الرجم فهي تشكك في الرجم ولا تجزم بقطعيته فراويها لا يدري إن كان حكم الرجم قد طبق قبل نزول آيات سورة النور أم لا..
إلا أن ما تؤكده هذه الرواية هو أن السؤال الذي توجه به السائل يحمل دلالة قوية على أن آيات سورة النور نسخت حكم الرجم وهو مبرر سؤال السائل: قبل سورة النور أم بعد..؟
أما رواية: من بدل ينه فاقتلوه. فأقل ما يقال فيها أنها رواية من منع السياسة لضرب التيارات المعارضة لأنظمة الحكم التي كانت سائدة في تلك الفترة واتهامها بالردة والزندقة وإضفاء المشروعية على عملية تصفيتها والقضاء على رؤوسها..
وهذه الرواية تصطدم بعدة نصص قرآنية صريحة منها:
(لا إكراه في الدين..) (3).