خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤١
واستقصوا أخبار النبي، وخرجوا مع الفجر فقتلوا رجلا من الأنصار وأجيرا له، وأهلكوا حرثه، وأحرقوا بيتين وأهلكوا حرثا بالعريض، ثم ولوا مدبرين (17).
واعتقد أبو سفيان أنه قد تحلل من يمينه، وأنه قد أوصل بنفسه رسالة ضمنية لمحمد وآل محمد بأن الثأر والانتقام لقتلى بدر قدر لا مفر منه.
كانت العير التي رجعت من الشام موقوفة في دار الندوة، لم توزع بسبب غيبة البطون في بدر، فاجتمعت زعامة البطون في دار الندوة، واتفقت على تخصيص كامل هذه العير لتجهيز جيش يقوده أبو سفيان للهجوم على المسلمين، وشكلت أربعة وفود لتسير في العرب وتطلب منهم النصر، وكانت هذا الوفود برئاسة عمرو بن العاص، وهبيرة بن وهب، وابن الزبعرى، وأبي عزت الجمحي. وبالفعل تحركت هذه الوفود الأربعة، وحققت نجاحا بتأليب العرب وجمعهم لقتال محمد (ص).
ولكي تتذكر البطون قتلى بدر، فلا ترجع حتى تدرك ثأرها أو تموت دونه، قرروا إخراج النساء معهم، ولقد لقي هذا القرار معارضة في البداية، لكن هندا زوجة أبي سفيان تصدت للمعارضين، وأصرت على خروج الحريم ليشهدن القتال والثأر للأحبة الذين قتلهم محمد وآله (18).
ولما أجمعت قريش على الخروج كتب العباس بن بن عبد المطلب كتابا إلى النبي صلى الله عليه وآله يخبره فيه بأن قريشا قد أعدت للهجوم عليه بثلاثة آلاف مقاتل (19).
تحرك جيش المشركين حتى وصل إلى منطقة جبل أحد جنوب المدينة، فاجتمع النبي صلى الله عليه وآله مع أصحابه للمشاورة، وكان رأي النبي وبعض المسلمين أن يتحصن المسلمون في المدينة، فإن دخلها عليهم المشركون قاتلوهم في الأزقة، وهم أعلم بها من المشركين، ورموهم من فوق الأبنية، ولكن الأكثرية رأت الخروج لملاقاة العدو، خشية أن يفسر البقاء في المدينة بالجبن، فاستجاب النبي
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 45 46 47 48 ... » »»