خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٥٢
جيشا بقيادة مسلم بن عقبة، وثار أهل المدينة بالفعل، فنفذ يزيد وصية معاوية، فكانت نتيجة ذلك واقعة الحرة الرهيبة عام 63 ه‍، التي سفكت فيها الدماء وهتكت الحرمات واستبيحت مدينة الرسول، حتى ولدت الأبكار لا يعرف من أولدهن، وأخذ الناس يبايعون على أنهم عبيد ليزيد بن معاوية (62)، وكانت النتائج النهائية لهذه الواقعة المأساوية:
أولا - إبادة من حضر من البدريين بالكامل.
ثانيا - أبيد من قريش ومن الأنصار سبعمئة رجل.
ثالثا - أبيد من الموالي والعرب عشرة آلاف.
2 - مواجهة الإمام الحسين.
لقد بايع الناس عمليا يزيد بن معاوية رغبة ورهبة، ولم يبايعه الإمام الحسين الذي انتقلت إليه الإمامة شرعا حسب أوامر رسول الله (ص).
كان يزيد أكثر دموية من أبيه معاوية، ويكفي أن نعلم أن وقعة الحرة كانت من صنع يديه، وأنه أشرف بنفسه على هدم الكعبة المشرفة بعد حرقها، كل هذا وهو رسميا خليفة رسول الله!
لقد مات الشعور العام موتا تاما، ولم يعد بإمكان أحد أن يرفع رأسه، أو أن يقامر بعطائه الذي تقدمه له الدولة ما دام عبدا مطيعا لها، فإذا صار عبدا لله قطعت عنه العطاء وقتلته، وكان الناس يدركون ما وصلت إليه حالهم، ويعرفون أنهم يعيشون الهوان، لكنهم ما كانوا يجرؤون على التحرك، وكانوا يطمعون في أن يبرز فارس من عالم الغيب فيخلصهم دون أن يكلفهم عناء المواجهة مع فرعونهم.
" إن المرأة كانت تأتي ابنها وأخاها فتقول له: انصرف، الناس يكفونك، ويجئ الرجل إلى ابنه وأخيه فيقول: غدا يأتيك أهل الشام " (63)، لقد صار أهل
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»