خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٤١
خلفه مقلدا مشيته، فلعنه رسول الله مرات عديدة، وأخبر الأمة بأن هذا الرجل هو والد الشجرة الملعونة، وقال: لا يساكنني ولا ولده، ونفاه إلى الطائف، فلما مات الرسول راجع عثمان كلا من أبي بكر وعمر بشأن إرجاع الحكم وولده، فلم يوافقا على ذلك (16).
ذكروا أن الحكم بن العاص استأذن يوما على رسول الله، فعرف الرسول صوته، فقال: إئذنوا له، لعنة الله عليه وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمنين وقليل ما هم (17).
وقالت عائشة لمروان بن الحكم: إن رسول الله لعن أباك وأنت في صلبه (18)، وقالت له: سمعت رسول الله يقول لأبيك وجدك العاص بن أمية أنكم الشجرة الملعونة في القرآن (19).
وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وآله من تسلط هذه الشجرة على أمور المسلمين، وأخبر أنه رأى في المنام أن ولد الحكم بن أمية يتداولون منبره كما يتداول الصبيان الكرة، وفي لفظ آخر: رأيت في منامي كأن بني الحكم بن العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة، فما رؤي النبي مستجمعا ضاحكا (20).
وفي تحذير آخر قال النبي صلى الله عليه وآله لأصحابه: " إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا وتشريدا، وأن أشد قومنا بغضا لنا بنو أمية، وبنو المغيرة، وبنو مخزوم " (21)، وقال لهم أيضا: " إذا بلغت بنو أمية أربعين، اتخذوا عباد الله خولا، ومال الله نخلا، وكتاب الله دغلا " (22)، وقال أيضا:
" لكل أمة آفة، وآفة هذه الأمة بنو أمية " (23).
لقد تناسى عثمان عداوة عمه الحكم بن العاص لرسول الله، وتناسي كل هذه التحذيرات، وتناسي أنه قد اشترط عليه أن يعمل بسنة النبي الذي طرد الحكم
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»