بلون الغار ، بلون الغدير - معروف عبد المجيد - الصفحة ١٢١
أعيته حمى الهوى، والشوق أجهده وكعبة النحر أدمت قلبه ولعا صلى وراء مقام العشق منتظرا وعد الظهور، وعهدا مبرما قطعا ولاذ بالركن تغلي في جوانحه مشاعر تصهر الأحشاء والضلعا من الصفا.. واشتعال الوجد يحرقه لمروة الوصل.. لبى ربه، وسعى وتابع الشوط، والمعشوق قبلته فكلما سار.. زاد الشوط واتسعا وخلفه الشعب جرح نازف خضل وموطن مزقت أشلاؤه طمعا وبين جنبيه آمال يهدهدها وفي حناياه كون أكبر جمعا : ضميره، وارتعاش الدفق في دمه ونفسه، وفؤاد واجف ضرعا ناجى الإله بطرف خاشع دمعا واستقبل البيت من فوق الصفا ودعا يا زمزم الغيث كم أربيت هامدة فأينعت مكة.. سهلا ومرتفعا ويا منى القصد، لم يقصدك ذو ترب إلا رددتيه ميسورا ومقتنعا
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست