المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٠٠
10 - عمرو بن العاص بن وائل، كان أبوه شانئا لرسول الله، وقد نعته الله بالأبتر، قال الرازي: إن العاص بن وائل كان يقول إن محمدا أبتر لا ابن له) 23 وأمه ليلى بغي من أشهر بغايا مكة، وأرخصهم أجرة، واقعها ست رجال، ولما حملت ووضعت أخذ كل منهم يزعم بأن المولود ابنه، فأقرت بمواقعة الستة لها، ولها وقالت الحقوا المولود بأكثرهم شبهه به فألحقوه بالعاص بن وائل) 24 وعده الكلبي المتوفى سنة 1206 في كتابه ثالث العرب ممن يدين بسفاح الجاهلية، وعده أبو عبيدة المتوفى سنة 209 في كتاب الأنساب من الأدعياء، وأكد الزمخشري ذلك في كتابه ربيع الأبرار) 25 وكذلك الحلبي في سيرته) 26 وابن عساكر في تاريخه) 27 ولما أعلن والده العاص سراءه لرسول الله ووقوفه ضده تبنى الابن عمرو مواقف أبيه وتطرف بكراهيته لرسول الله ولأهل بيته ولبني هاشم، ولأن عمرو ذكي وطموح خلال مرحلة الدعوة كلها، وكان أحد مبعوثي بطون قريش إلى النجاشي لرد المهاجرين إلى الحبشة طمعا بفتنتهم عن دينهم) 26 واختياره مبعوثا دليل عمق ولائه لقضية البطون، واشترك مع البطون قريش في كل المواقع التي حاربت تلك البطون فيها رسول الله،. قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام لعمرو بن العاص في حضور معاوية (لقد قاتلت يا عمرو رسول الله في جميع المشاهد، وهجوته وآذيته في مكة، وكدته كيدك كله، وكنت من أشهر الناس له تكذيبا وعداوة ثم خرجت تريد النجاشي مع أصحاب السفينة، لتأتي بجعفر وأصحابه إلى مكة، فلما أخطأت فارجوت، ورجعك الله خائبا، وأكذبك واشيا، جعلت حسدك على صاحبك عمارة بن الوليد، فوشيت به إلى النجاشي حسدا، لما ارتكب من حيلته، ففضحك الله وفضح
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»